أخر الاخبار

هل يجوز الإفراط بالطعام


هل يجوز الإفراط بالطعام

هل تسائلتم يوماً عن كم يجب أن نأكل وكم يجب أن لا نأكل وهل هو جائز الإفراط بالطعام ، ماذا لو أفرطنا بالطعام وأدى إلى أذيتنا هذا الإفراط ، وماذا لو أكلنا أكثر من طاقتنا وهنالك أحد جائع … الكثير من التساؤلات تدور حول أذهاننا حيمنا يدور الموضوع عن هل يجوز الإفراط بالطعام ، لذلك سوف نتطرق بشكل مفصل عن أهميته وكذلك مساوؤه مجتمعياً ومضاره صحياً ودينياً ، وعن جوازه ومن عدم جوازه .

أهمية الإفراط بالطعام في المجتمع

من أكثر الأشياء المحببة لدى الجميع هو تناول الطعام ، فهو ليس وسيلة لتزويدنا بالوقود فقط ، بل هو من أوائل رغباتنا الأساسية بالحياة ، فمن شدة حبه لدى البعض يفرطون به بشكل مبالغ وهذا الإفراط يسبب عواقب جسيمه على المدى البعيد ورغم ذلك يتغاضون عنها ( فعند الطعام تصمت الألسنة وتتكلم الأسنان ).

فما دام نتناول الطعام يكسبهم السعادة والرضى فلن يأبهوا للجوانب السلبية والأذى ، كما إن الإفراط بالطعام يعتبر وسيلة لعرض التبختر والغنى لدى البعض الآخر فالعوائل الغنية تعرض مستوى ثرائها عن طريق بسط موائدها ، فكلما كانت مائدتهم أكبر دل ذلك على ثرائهم بشكل أكثر ، وكذلك تمثل كثرته على نسبة التقدير الضيف عند الضيافة فكلما زاد الزاد ، زاد تقدير الضيف عند مضيفه ، لإن الإفراط بالطعام من العلامات الدالة على الكرم وما عدا ذلك فلن تكن كريماً إلا ما تبسط طعامك على مائدتك .

ومن جانب آخر بعض الأشخاص يفرطون بالطعام لغاية كسب بعض الوزن بسبب معاناتهم من النحافة المفرطة ، ورغم تناولهم كمية مفرطة من الطعام إلا إنهم لا يكتسبون الوزن ودوماً يتعرضون للأسئلة المحرجة من قبل المجتمع كالسؤال المحرج المعتاد (ألا يوجد ما يكفي من الطعام في بيتكم ؟) أو (لماذا لاتأكل ما يكفي من الطعام ، فأنت نحيف كالعصى؟).

إلا أن هؤولاء الأشخاص لا دخل لكمية الطعام بمشكلة نحافتهم فهي إما مورث جيني أم مرض عضوي ، لكن الرأي المجتمعي السائد يعتقد أن فقط سوء التغذية يؤدي الى نحافة البدن ، حتى باتت هذه مشكلة التنمر السائدة لدى الجميع في آزل العصور ، كما يوجد بعض الأشخاص الذين يفرطون بتناول الطعام بسبب العامل النفسي ، حيث كلما زادت ضغوطهم النفسية كلما أفرطوا في تناول الطعام ضناً منهم بأنه يخفف ضغوطهم ويكسبهم السعادة .

أضرار الإفراط بالطعام على الجسد

إن لإفراط تناول الطعام أضرار جسدية جسيمه يتغاضى الكثيرون عنها ، حتى إنها في بعض الأحيان قد تودي بحياة الإنسان الى الوفاة ورغم ذلك يجهل الكثيرون هذه المضار أو يتغاضون عنها فقط لأجل رغبتهم الملحة في تناول أكبر قدر ممكن من الأطعمة اللذيذة المختلفة وإشباع بطونهم حد التخمه, ومن هذه الأضرار :-

1. عسر الهضم : يعد عسر الهضم من العوارض الجانبية الأولية لتناول الطعام بشكل خاطئ أو تناوله بشكل مفرط ، مما يسبب الشعور المستمر بالغثيان وعدم الراحة بين وجبات الغذاء المختلفة ، وكذلك قد يسبب على المدى البعيد أمراض خطيرة كقرحة المعدة .

2. ‏السمنه : لا يدرك الكثيرون بأن الإفراط الطعام المستمر لحد التخمة من دون نظام غذائي أو نظام صحي يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم وبالتالي إلى السمنه ، لذلك يجب مراعاة وضع نظام غذائي مناسب لحاجة الجسم وكذلك تناول الطعام على فترات متفاوته وفي مواعيدها بشكل منضبط كي لا يؤدي إلى السمنه ، فهناك مثل مفادة شائع (إفطر كالملك ، وتغدى كالأمير ، وتعشى كالفقير) .

3. ‏الأمراض المزمنه : يجب مراعاة القدر الكافي من حاجة جسم الإنسان إلى السعراة الحرارية في الطعام وكذلك السكريات والأملاح والدهون وإلى ما ذلك لكي لا يرتفع الكلسترول في الدم ويسبب مرض القلب أو تتلف البنكرياس وتسبب مرض السكر أو حتى زيادة الكاربوهيدرات المسببه لمرض السرطان ، كذلك يجب مراعاة النظام الغذائي في حال إذا كان الشخص من الأساس مصاب بمرض عضوي فلا يجوز تناوله بشكل مفرط لنوع محدد من الطعام أو لعدة أطعمه بشكل عام .

شريعة الإفراط بالطعام

كثيراً ما تكرر في شريعة ديننا الحنيف بضرورة عدم الإسراف في الطعام ، وجاء ذلك على شكل آيات قرآنية أو أحاديث ، كما في قوله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) حيث نبه الخالق عز وجل على الأكل والشرب من دون إسراف ، لذلك فإن الإفراط بالطعام غير محبب في الإسلام ومن الواجب تجنبه .
كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(ما ملأ بن آدم وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه ، فإن كان ولا بد فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه) حيث أوضح الرسول حاجة الإنسان الكافية من الطعام .

ومن جانب آخر فيجب مراعاة إن إستهلاك قدراً كبيراً من الطعام هو بطراً وتبختر و(إن المبذرين إخوان الشياطين) ، فبدلاً من تبذير الطعام أو الإفراط الطعام به بشكل مبالغ ، سيكون أكثر أجراً وأعظم ثواباً لو قدم للفقراء المحتاجين أو المساكين الجائعين وإبن السبيل .

وختامها فأنه لا يجوز الإفراط بالطعام لأي سبب من الأسباب ، لأنه مضر بالصحة وغير محبب بالإسلام وكذلك ظلم وبهتان بحق المحتاجين .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-